«ارجع لبلدك».. حملة عنصرية تستهدف موظفين مهاجرين في مستشفى بالسويد
«ارجع لبلدك».. حملة عنصرية تستهدف موظفين مهاجرين في مستشفى بالسويد
كشفت صحيفة "سيد سفينسكان" السويدية الأربعاء عن تعرض موظفين من أصول مهاجرة في قسم الطوارئ بمستشفى سكونا الجامعي في مدينة لوند لحملة رسائل عنصرية ممنهجة، يُشتبه أن مرسليها هم من داخل المؤسسة نفسها.
تضمنت الرسائل شتائم مهينة وإهانات عنصرية مكتوبة بخط اليد، وُضعت على مكاتب الموظفين المستهدفين وداخل حقائبهم الخاصة، بعضها موقّع بأسمائهم، إحدى الرسائل حملت العبارة "لن نتوقف حتى تختفي من قسم الطوارئ".
وقالت أخرى "ارجع إلى بلدك، أيها الزنجي"، بينما وصفت رسالة ثالثة المتلقي بأنه "راكب جمال"، وفق موقع صحيفة "alkompis" الإلكتروني.
شكوك حول الموظفين
وقعت هذه الحوادث في أماكن لا يُسمح بدخولها إلا لمن يحمل بطاقات دخول خاصة، ما يُعزز الشكوك بأن الفاعلين هم من الموظفين العاملين داخل المستشفى.
كما ورد في بعض الرسائل تهديد مباشر، منها "إذا أبلغت المدير، سنجدك"، ما يُظهر وجود نية متعمدة لبث الرعب والصمت بين الضحايا.
قالت كاترين ماغنوسون، المديرة المؤقتة لقسم الطوارئ، إن الرسائل كانت "عنصرية ومهينة بشكل عميق"، مضيفة: "شعرت بصدمة حقيقية عندما قرأتها".
وأكدت ماغنوسون أن المستشفى تقدم ببلاغ رسمي للشرطة باعتبار القضية جريمة كراهية، كما تم إبلاغ مصلحة بيئة العمل لمتابعة الأثر النفسي والمهني على الطاقم.
بيئة عمل سامّة
كشف موظفون حاليون وسابقون في القسم للصحيفة عن أجواء عمل متوترة وسامة منذ فترة طويلة، وقال أحدهم إن زميلًا هدده قائلاً: "سنمسك بأي خطأ ترتكبه لتُفصل من عملك".
وأضاف: "لا أشعر أنني مرحب بي هنا، ولكن حتى لو لم نحب بعضنا، علينا أن نعمل كفريق".
وصف موظف آخر بيئة العمل بأنها "سامة جدًا"، مؤكدًا أنه سمع زميلًا يعلن صراحة أنه لا يريد العمل مع مهاجرين، بينما وصف آخر زميله بأنه "المهاجر اللعين".
رسائل رقمية
امتدت الحملة العنصرية إلى الفضاء الرقمي، حيث تلقى بعض الموظفين رسائل تهديد مجهولة عبر البريد الإلكتروني، ما دفع إدارة المستشفى إلى فتح تحقيق شامل يشمل الاتصالات الرقمية.
ونظمت الإدارة سلسلة من اجتماعات الأزمة لثلاثة أيام متتالية، ووفرت دعمًا نفسيًا عبر خدمات الصحة المهنية، كما طالبت الموظفين بالتزام الهدوء وعدم نشر الشائعات، في محاولة لاحتواء الموقف.
يأتي هذا الحادث في وقت تتصاعد فيه المخاوف بشأن تصاعد الخطاب العنصري في بعض المؤسسات السويدية، رغم تاريخ البلاد في التعددية وحقوق الإنسان، ويؤكد مختصون أن المؤسسات الصحية، بصفتها أماكن لرعاية الإنسان، يجب أن تكون في طليعة مقاومة جميع أشكال التمييز والكراهية، لا أن تتحول إلى ساحة تُمارس فيها.
وتعمل الأمم المتحدة منذ تأسيسها على مكافحة العنصرية والتمييز على أساس اللون أو العرق أو الدين أو الجنس أو اللغة أو أي خصائص أخرى، وقد أطلقت الأمم المتحدة العديد من الحملات والمبادرات لمكافحة العنصرية والتمييز ووقف خطاب الكراهية.